Thursday, September 25, 2008

مع كولح



يومان كاملان قضيتهما مع صديقى كولح فى محاولة للمذاكرة- استكمالا لمرحلة المحاولات اليائسة- التى غالبا ماتنتهتى واحدة لتبدأ أخرى من جديد ..

اول ما دخلت من الباب قلت كلمة واحدة
* هات يابنى الكتاب ويلا نبدأ ..
دون حتى أن أسلم عليه , وبقفل الباب.. عادى يعنى , بس كان الباب تقيل شوية .. طرآآااآآخ .. أنا اتصدمت ومافتحتش بقى

-ايه ياعم مالك سخن كدة ليه ؟؟
*هو كدة وإذا كان عاجبك!!

كان الوقت ليلا والجو هادئ هدوءا مستفزا وسكون الليل يخيم على المكان , والجو مهيأ تماما للمذاكرة بجد أو التهييس بجد – ملحوظة : اللاب توب معانا فى الأوضة - ..

حسيت أنه بقى عاوز يضيع الليلة , فقلت :
* على فكرة أنا على الحركرك أصلا "إيه الحركرك ده؟؟ " يعنى مستنى أى فرصة إنى مافتحش كتاب.. يلا نبدأ بقى ..
ولسة بقول بسم الله لقيت كلب وقف جنب البيت ..وهوب يا معلم.. مابيقولش غير كلمة واحدة " هو هو هو هو "
* استغفر الله العظيم قوم يابنى اقتل الكلب ده
- وأنا مالى؟؟!!

طيب.. استنينا شوية وبرضه مش راضى يسكت , ده مش بيهوهو .. لأ بيجعر حضرته!!

قلت فى غيظ :
هو ابن الكلب ده مش ناوى يسكت شوية ؟؟

وهوب راح الكلب ساكت قبل أن أنهى كلمتى , قلت فى نشوة :
* عالم مش بتيجى غير بالشتيمة , لازم الواحد يقل أدبه يعنى؟؟
ثم التفت إلى صديقى :
وانت كمان ؟؟ هتذاكر ولا أوريك الوش التانى؟؟!!

حوالى ساعة ونص بيهوهو, مش عارف ليه ده كله.. بس أكيد المثل العربى بيقول " ابحث عن المرأة-شيرشيه لا فام " , ماهو أكيد يعنى هتبقى واحدة هى اللى طلعت عينه وخلته يعذبنا كدة ..

المهم عدينا مرحلة الكلب وللمرة التانية فتحنا الكتاب , ولسة بنقول يا هادى , ولقينا نفسنا دخلنا فى المرحلة التانية " مرحلة الديك " , المرحلة دى بقى مش زى اللى فاتت ساعة ونص , دى استمرت يوم ونص, من أول ماجيت لغاية ما مشيت..

ديك حقير.. تقريبا كان شارب وفاكر نفسه عندليب , و والله ما سكت طول الفترة دى , عرفت إن فى ديوك تانية غيره بس هو بيمثل دور " حامد الجامد " ومحدش طالعله صوت غيره بروح خالته , والمشكلة أنه مكانه جنب الشباك بالظبط وكأنه قاعد معانا فى الأوضة..
نظر لى صديقى نظرة أفهم معناها جيدا , فقلت :
لآآاااا .. وعليا النعمة لو حصل ايه !! هنذاكر يعنى هنذاكر.. "كنت فرحان بنفسى وأنا مصر الإصرار الرهيب ده – فينك ياأمه- "

طبعا قعدنا ذاكرنا على أنغام السيمفونية اللى بره دى بس للأمانة كان الكلب سكت , وطول ماحنا بنذاكر أنا مشغول بتدبير مكيدة للديك السافل ده , طبعا لم تمر الليلة دون محاولة إقناع صديقى بتناول الديك على الإفطار فى اليوم التالى.

انتهت الليلة على خير , اتسحرنا واتفرجنا شوية على حسن-مرقص , قمنا لنخرج ,كنت أمزح مع صديقى وأنا أدفع الباب السلك خارج الشقة .. لم يفتح..قوة أكبر ..لم يفتح ..قفلت فى دماغى بقى إنى أفتحه وقعدت أزق وأعرق ..فى النهاية تبينت من نظرة السخرية من عينى صديقى – الصامت- أنه يفتح للجهة الأخرى,خرجنا للصلاة وعدنا , والوغد مازال مستمرا فى الصياح..نام صديقى وحاولت أن أنام ..

هناك قاعدتان للنوم .. مفيش غيرهم فى العالم كله وأعتقد الناس كلهم عارفينهم,والأتنين لحسن الحظ بيبداو بكلمة "على" وهما :
- على الجميع أن يتوقف عن الهمس أثناء نومى.
- على الحجرة أن تكون فى غاية الإظلام.

كالعادة تبين فيما بعد أننى كنت واهما لسببين .. وبرضه الاتنين لحسن الحظ بيبدأوا بكلمة " لم " :

- لم يتوقف الوغد عن الصياح للحظة واحدة.
- لم أجد شيش لنوافذ الغرفة عندما نهضت لإغلاقها.

حاولت أن أنام كالبشر الطبيعيين فلم أستطع وقضيت حوالى أربع ساعات كاملة فى عد الخراف وعد الماعز وعد أى شيئ لدرجة إنى عديت لفات المروحة .. كل هذا وصديقى النذل ينعم فى نومه وأحلامه ككل الأنذال الحقيقيين فى مثل هذه اللحظات, حتى بلغ منى التعب فنمت من الإجهاد.. كالعبيد المنهكين.


نصف ساعة واستيقظت لأجد نفسى دخلت فى المرحلة الثالثة " مرحلة الذبابة " , ودى تفاصيلها, ان دبانة حقيرة قاعدة تمشى على ايدى و وجهى بطريقة لزجة مستفزة , ورغم التعب ده كله , معرفتش أنام أكتر من نص ساعة متصلة لمدة ست ساعات ,ونوم متقطع بقى وصحيت ومش قادر افتح عينيا .. وهنا تحول الديك والذبابة الى مسألة حياة أو موت .. بالنسبة لى على الأقل ..لابد أن أبحث لهما عن حل .. فربما استطيع الحفاظ على عقلى ليوم آخر..


استيقظت قبل الإفطار.. صليت .. وقعدنا نفطر.. "صوما مقبولا" .. دجاجة ..تمنيت لو كانت ذلك الديك السافل..تامر-شوقية..محاولات حل مشكلة الديك والذبابة.. الإقناع لذبح الديك وصل إلى درجة الاستعطاف..حسن-مرقص..عبوة بيروسول جعلتنى أفتقد الذبابة للأبد ..


باب آخر .. نخرج لصلاة العشاء..خرجت خلف صديقى , أقفل الباب .. الباب يرد ويفتح تانى ..قفلته تانى..فتح تانى..تانى..فتح تانى..نفس نظرة السخرية بالأمس أراها هذا اليوم .. مد صديقى –الصامت- يده وأغلقه بكل سهولة.. لا تعليق ..بس الله يخرب بيت الأبواب اللى معاندانى دى..


ذاكرنا وخرجنا للنزهة قليلا .. كنا نريد أن نتكلم ونخفف من الضغط النفسى الرهيب .. ولسة هنبدأ نتكلم ..تليفونى رن.. جارى بيحمل نسخة ويندوز ومش عارف إزاى ؟ .. ساعة إلا ربع وأنا معاه خطوة بخطوة .. لحد الحمد لله ما خلصنا ..
قلنا نرجع بقى ونتكلم واحنا راجعين .. ولسة بفتح بقى .. تليفونه رن .. لست فى حاجة لتوضيح أن المكالمة استمرت بالفعل لحين عودتنا للمنزل .. حييته بنظرة .. حيانى بمثلها ..ودخلنا المنزل ..وخرجنا بعدها مباشرة..

"ذاكرنا على المحطة ,تحت العامود".. وقد حاولت إقناعه بأن سبب ذلك حتى لا يعايره والده بالترفيه الزائد وأنه كان بيذاكر تحت العامود.. من الآخر محدش أحسن من حد..
اتسحرنا ..خرجنا للصلاة..برضه الباب مش راضى يقفل معايا..رجعنا .. أنا قاعد على اللاب توب .. كتبى على السرير..
- شيل الكتب عشان عاوز أنام
* طيب .. استنى هخلص حاجة مهمة ..
- مليش دعوة أنا عاوز أنام دلوقتى..
طيب ياعم قرد حاضر..أخدت الكتب ورجعت لقيته قاعد على اللاب ..
* انا شلت الكتب .. اتفضل نام ..
- لما أخلص دور الكوتشينة ده الأول ..
قعد نص ساعة يخلص فى دور الكوتشينة..طبعا ده عشان هو مستعجل وعاوز ينام.

المهم نام وحاولت أنا كمان أنام .. لكن طبعا بسبب القاعدتين اللى بيبدأوا بكلمة "على" والقاعدتين اللى بيبدأوا بكلمة " لم " .. لم أذق طعم النوم .. حسن-مرقص..عد الخراف ..كوتشينة..فيلم أجنبى عن الأمهات .. استيقظ كولح -الصامت- .. ورجعت للمنزل ..



ويلكم هوم يا كريمي
Welcome Home KARIEMI