Friday, January 25, 2008

صفحة من مذكراتى



خطرت لى فكرة أن أفتح دفتر مذكراتى , على ما كتبته منذ سنة , وقررت أن أكتبها فى هذه المدونة بلا تردد , رغم أننى أعتبر مذكراتى من مقدساتى التى لا يجوز لأحد أن يطلع عليها , فوجدت فيها ما هو آت ::



27 يناير 2007 ---------- السبت


لقد أوشكت على الجنون , لا أصدق أن يصل بى الحال إلى هذا الحد , المزيد من تشتت الذهن وتخبط الأفكار وعدم الثقة النفس ,لا أحدد أهدافى وبالتالى لا أعرف الوسائل التى أستعين بها من أجل تحقيق هذه الاهداف.

أقمنا بالأمس معسكرا للكشافة بالنادى , وقد كان رائعا بالفعل وكانت تنقصنا فقط مجموعة الاخشاب الجيدة من أجل بناء معسكر أكثر جمالا , إلا أننى أحسب أنه قد أدى الغرض من عمله وقد أسعد الاطفال كثيرا وإن لم يفهموا معظم ما حدث , وقد كنت عصبيا فى بعض الاحيان مبتسما فى أحيان أخرى , لكننى كنت أفقد السيطرة على نفسى وعلى الاحداث , وهى عادة سيئة أجدها فى نفسى كلما لعبت دورا قياديا ما , أو عندما أقوم بشرح شيئ ما لعدد من الاشخاص , وهو ما سيدفعنى بالتأكيد للتخلى عن أدوار القيادة فى المستقبل , فأنا الآن أجد أن القيادة هى البوابة الذهبية لتضييع العمر...

" إما أن تكون قائدا أو تكون مبدعا " ودوما يتذكر الناس المبدعين وتكون السلطة العليا والقوة المطلقة للقادة , والدليل على ذلك استغلال القادة للعباقرة والعلماء على مر العصور لتحقيق أهدافهم ولا يحدث العكس إلا نادرا من باب الإستثناء الذى يؤكد القاعدة.

اليوم ذهبت إلى المستشفى المحلى , عيادة الباطنة لأرى أحد زملائى القدامى فى عشيرة الجوالة بالكلية والذى تخرج الآن وأصبح نائبا للباطنة , عندما كنت أراه فى العشيرة كنت أرى ذلك الخامل البائس ولكنه الآن بالفعل من أحسن أطباء الباطنة الصغار وقد عرض على أن يعلمنى وبالفعل ذهبت إليه لكننى لم أستفد شيئا لأن القاعدة العملية عندى هى صفر , وعلى فكرة فلهذا العزيز قصة كفاح جميلة وغريبة جدا ربما تدفع المرء الى الاعجاب به فورا , ربما قبل أن يعرفه حتى...

لقد كان فاشلا فى الثانوية " هكذا يحكى لى عن نفسه " وقد رسب بالفعل فيها ثم أعاد السنة وذهب الى كلية التجارة ففشل فيها ورسب عاما آخر ثم ذهب الى كلية العلوم ودرس بها سنتين أصبح فيهما من أوائل الدفعة , وتحول الى كلية الطب بحسب القانون ثم درس حتى وصل به الحال هكذا , وهو يملك الآن عيادة فى احدى القرى المجاورة يعمل بها منذ أن كان فى سنة خامسة , وأحسب أنه ذو مستوى رائع , وهو مثلما يقول د. عبدالحميد ندا عن الأشخاص مثله " صنايعى كويس " , بالمناسبة ..ذكرنى أن أذهب لزيارة هذا الثعلب العجوز...

لماذا أكتب اليوم فى هذا البرد ؟؟ حسن.. حسبت ذلك مفهوما .. إننى أوشكت على الجنون !! ماهذا؟؟ تعتقد أننى جننت بالفعل .. أنا لا أستبعد ذلك من كثرة تصرفاتى الشاذة هذه الايام , بالمناسبة لقد أصبحت سلبيا أو عاطفيا الى حد مرهف وأيضا أحسب أننى قد أصبحت متفهما , لماذا ؟؟ لأن معظم خلافاتى التى كانت تحدث فى البيت قبل ذلك أصبحت لا تحدث , أيضا أصبح أبى وأمى متفهمين للغاية , أنا لا أثير المشاكل وهم لا يتحرشون بى , عندما أخطئ .. تستخدم أمى فمها وهى عادة نسائية قديمة , أما حضرة المحترم أبى فأصبح لا يتكلم معى أصلا بسبب أخطاء أو غيرها , وآخر مرة تحدثنا فيها كانت عن آراءنا السياسية فى الثورة المباركة التى أعادتنا 200 سنة الى الخلف.

بالنسبة لخلافاتى مع سميرة وهند , أصبحت نادرة هى الأخرى , وأصبحت أشعر أن كلمتى باتت نافذة عليهما , لا أعرف .. هم أيضا يتحاشون الخلاف معى منذ حضور الكمبيوتر العزيز والانترنت أيضا , أصبحوا فى قمة السعادة ويتجنبون الخلاف معى على أى شيئ , أيضا أنا الآن أتجنب المشادات الكلامية التى تنتهى بشجارات سخيفة , مع أنها نادرا ما تحدث بالفعل.

طبعا لا داعى للتحدث عن سيطرتى على علاء الصغير العزيز , لأن سيطرتى عليه كاسحة بالفعل, وان كان وغدا صغيرا لا يتقبل كلامى مباشرة , إلا إننى أخيفه وهو لا يقدر على معارضتى عندما أغضب منه , ثم بعد ذلك أصالحه وأعطيه الربع جنيه المقدس فينسى كل ما حدث.

أجلس الآن وحيدا فى غرفة الصالون , أضيئ المصباح العلوى لكى ينشر على المنضدة التى أكتب عليها .. ينشر عليها آشعته الصفراء , وأنا أجلس .. يزحف البرد فى أطرافى .. ينتهى عند نهايتها , أرى مالا يستحب أن يرى على هذه البسيطة, انه الظلم من المجتمع ومن النظام الحاكم , وأرى ايضا مستقبلا سعيدا ينتظرنى بعيدا عن هذه الديار , ولكن لأن الغد غير مضمون .. فلا يستحب أن أرى هذه الأشياء , ربما أموت الآن قبل انهاء هذه الكلمة , حسن .. لم يحدث هذا , ربما أموت غدا , أو بعد سنة أ و بعد 20 .. 30 ..... لا أعرف بالفعل , هل أموت قبل أن أرد الى أبى وأمى ما فعلاه من أجلى .. إنى اذا لجاحد عظيم...



انتهى