Friday, December 21, 2007

اتنين ... زيرو زيرو ... سبعة



مر عام 2007 من بدايته لنهايته .. ببطئ شديد بالنسبة لى .. وتضمن حدوث أشياء غريبة ربما صنفتها من قبل فى اطار المعجزات أو فى إطار " يحدث للآخرين فقط " وأشياء أخرى طبيعية ولكنها فارقة فى حياتى , منها ::



أمد الله فى عمرى لأشاهد أول عرس لبنت من عيلتنا .. بنت عمى اللى ساكنين تحتنا وعايش معاهم ليل ونهار..
المشكلة إنى ماكنتش عارف دى حفلة ايه بالظبط ..
وكنت فاكرها الدخلة .. طبعا غبى كالعادة ..
سألت الواد عبدالرحمن ابن عمتى ..
قلتله بقولك ايه؟؟ هو كتب الكتاب اتعمل امتى؟؟
قاللى:: كتب الكتاب لسه ماتعملش !!
قلتله يانهار اسود !! هما هيدخلو من غير كتب كتاب ؟؟
قاللى بغيظ: دى الشبكة يا حماااااااااااااااااااااااااااار.
حكيت الحكاية لواحد صاحبى فقاللى :: طب مش تسأل حد من المعازيم؟؟ .. أهو ممكن يفتكروك لسة جاى من برة البلد ولا حاجة ..


استمرار المسلسل ذى المائة وعشرين ألف حلقة .. والمسمى بـ " نهب الحكومة للشعب " ..
الحلقات الجديدة بتاعة الموسم ده.. تتضمن فرض ضرائب على الشعب لا يعرف أحد عنها شيئا , حتى يأتى لك المحصل لتحصيلها.. ولحد باب البيت أو المحل بتاع سيادتك..
أصل الحكومة متطوعة بتحب تريح المواطن إبن الكلب الفقرى اللى مش مقدر مجهودها..
وبالطبع يرد الشعب بالمسلسل الخالد ذى الجماهيرية العريضة .. "صامتون " حتى النهاية...


كلاكيت تانى مرة .. علاء أخويا الصغير يضيع الجاكيت بتاعه .. فى الملعب اللى راحه أصلا أربع مرات بس فى حياته.. وأمى العزيزة تذكرنى بأمجادى السابقة فى هذا الموضوع.. بس علاء بقى رهيب.. أنا أقصى حاجة ضيعتها كانت أقلامى وكراستين تقريبا .. ده مضيع فى سنة واحدة جاكتين وشنطة وكام شبشب وكوتشى .. غير الفلوس والكتب..


اعتقادى أن الريس لما سافر اتعالج برة فى فرنسا ما كانش قصده يقولنا إن المستشفيات بتاعتنا زبالة أو إن الدكاترة بتوعنا مستواهم معفن ولا أى حاجة .. هو بس سافر عشان مفيش ادوية بريئة ولا حتى ربطة شاش واحدة فى المستشفيات .. وهو عارف إن الممرضات بيبعتوا الناس تشترى الحاجات دى من الصيدليات اللى جنب المستشفى.. فقاللك آخدها من قصيرها وأروح فرنسا وهم عندهم كل حاجة فى المستشفى هناك...
بس حكاية إنه يتعالج برة دى ..فكرة جهنمية للسنة دى...ويارب فكرة السنة الجديدة انه يكون برة خالص..
بحبك ياريس..



اكتشافى أن الإنتماء لشيئ معين ليس بالاسم ولا بالبطاقة حيث قام المالي فريدريك كانوتي لاعب أشبيلية بصرف 500 ألف دولار لمنع إغلاق أحد مساجد الأندلس ..
اللاعب مسلم وعرف ما يعنى انتمائه لشيئ عظيم كالإسلام ...
"كم أنت كبير يا كانوتيه" لفظ أصبح اليوم على لسان كل شخص مسلم في جميع أقطار العالم الإسلامي ...
لذلك لو نظرنا جيدا لوجدنا أنه لا داعى للجلبة التى أثارتها مشكلة خانة الديانة فى البطاقة الشخصية..
لست معها أو ضدها .. المهم هو مفعولها " ايه الكلام الكبير اللى أنا بقوله ده ؟؟!! " ..


كنت راجع بكيس التوت للبيت .. فواحدة قابلتنى وقالت ::
ايه ده.. مش انت محمد؟؟
قلتلها آآآآآآآه ..
قالت: أنا أم سماح زميلتك؟؟ هات شوية توت بقى ..
فأعطيتها التوت دون مناقشة باعتبار أن أمومتها لسماح سبب كاف لذلك ...
طبعا.. أن أنا لا أعرفها ولا أعرف سماح أصلا...


تعاملى مع التعليقات التى تترك فى مدونتى بصورة تثير الغيظ .. حيث أننى لا أرد مطلقا على أى من هذه التعليقات, والسبب هو اعتقادى اننى تكلمت فى البوست بما يكفى .. ولذلك أدع الفرصة للآخرين لكتابة ما يرون دون التنغيص عليهم بآرائى العميقة , التى ربما تصيبهم هم ومن حولهم بالشلل الرباعى رغما عنهم..


بذلى مجهودا رهيبا لكسر نظارتى العزيزتين هذا العام .. الأولى كنت أطارد ناموسة واصطدمت يدى بالنظارة فمزقتها إربا "النظارة مش الناموسة " .. والثانية عندما خرجت للعشاء ووضعت نظارتى على المقعد خلفى فجلس عليها أحد الأغبياء وهشم إحدى عدساتها ... هذا الأحمق .. وكأن حياتى كانت تنقص غباءه الشديد...


انتشار موضة الصدور العارية والشعور السافرة فى الكلية ..وهو ما سبب ثورة حضارية فى كليتنا الموقرة تعانى منها الان الدفعات القديمة بسبب الدفعات الجديدة , مما تسبب فى الازدحام الدائم فى ساحة الكلية....
وبقت العيال اللى بتمتحن بتنزل ترفه عن نفسها فى الكلية .. والله بقالى كذا سنة فى الكلية ما شفت حد بييجى الكلية ترفيه غير دلوقتى ...


اكتشافى أن الوقت قد حان لإيجاد نصف قلبى الآخر .. والذى فقدته مع آخر خفقة خفقها قلبى فى السنة الماضية..أشعر أننى قد قصرت معه كثيرا.. فقد طالت المدة التى أهملته فيها ..
جاء ذلك بعد قيام عديد من أصدقائى " الأوغاد " بالفعل الشنيع المسمى بالخطوبة .. والجلوس مع أميراتهم يوميا .. سواء فى البيوت تحت سمع ونظر الحموات.. أو على التليفون " ذلك الاختراع الفاسد الماجن "..
بالطبع شهد عام 2007 العديد من المحاولات منى لذلك , لكنه لم يكن موفقا إما لأنهن غير مناسبات لى , أو " بتواضع شديد منى " لأننى لم أكن مناسب لهن..
تعلقت بمن كانت مرتبطة بالفعل أو من ستترك الجامعة فى فترة لا تسمح لى بالارتباط بها .. وأحيانا بمن لا يجوز مجرد تفكيرى بالارتباط بها ..
لكن ما تأكدت منه أننى لم اقابلها ..بعد..
على كل حال أتمنى التوفيق لقلبى الحبيب فى العام القادم..


اكتشافى أن مصر فعلا كانت بلد الموضة والرقى فى الأربعينات ..واللى يشوف وسط القاهرة القديمة بتاعة الأربعينات عند المسرح القومى ومحلات المجوهرات والهدايا المصممة على الطراز الأوروبى القديم والتى مازال بعضها قائما .. يتأكد من كدة..


اكتشافى أن الحمار الحصاوى اليمنى ممكن يقتل نفسة بس يعمل الشغل اللى بمزاجة
..عنيد لدرجة إنه ممكن يجوع نفسه لدرجة الموت لو مش عايز يشتغل..عارف اليمنيين عملوا فيه ايه ؟؟
أكلوه قاااااااااااااااااااااااااااات.. حاجة كدة زى البانجو..
خلوه مدمن .. ناس واطية بقة ..
عملوا فيه زى فيلم الكيف .. الشكرمون طاخ فى الطرالالى.


تلا ذلك مباشرة اكتشافى... إنى حمار .. لأنى بتعلم كتير اليومين دول ..بس بآخد على قفايا كتير برضه .. والمخلوق اللى بيتعلم لما بياخد على قفاه هو الحمار .. بس للأسف أنا كدة بهين الحمير لأن حتى الحمير بتموت نفسها عشان تعمل اللى فى دماغها .. أنا حتى مش عارف أعمل كدة..
فمرحبا بى فى طريق الحمير..


مرور أكثر من عام كامل على وفاة عمى العزيز علاء وكان قد علمنى الاهتمام بنفسى فقط وعدم النظر الى ما يفعله الاخرون..
كانت كلمته التى قالها لى بضع الآف من المرات ::
خليك فى نفسك... ملكش دعوة بحد .. شوف تصرفاتك انت وبس.
وليس لأنه كان عمى .. الا إنه كان بالفعل من أذكى وأحب من قابلتهم فى حياتى..
أشعر بانفطار قلبى كلما تذكرته , ولكن هون ما ألقى بى من الوجد أننى.. أجاوره فى قبره اليوم أو غدا..
ومازلت أتذكره فى قلبى قبل عقلى..


اكتشافى لوضعنا الحقيقى بين شعوب العالم , حيث قلت لأدهم ذات مرة .. أثناء تناولنا العشاء فى مطعم فول وطعمية بعد عودته من المجر ..
تعرف ياد يا أدهم احنا عايشين فى الزبالة..
راح مبرق وقاللى لو قلت الكلام ده تانى هقطع معاك..
قلت الواد خدته الوطنية وشعور الحنين بعد الغربة .. ولسه بعتذر.. راح مكمل..
قاللى بص.. فيه ناس ..عايشين , وناس ..عايشين فى الزبالة , إحنا بقى تحت الناس بتوع الزبالة دول .. احنا مش عايشين أصلا..
المهم عشان وقع قلبى كدة .. هو اللى حاسبلنا على كل الطلبات يومها...


وصول وزنى الى الرقم سبعين .. وهو ما لم أحصل عليه منذ كنت فى الثانوية , فقد فقدت خمسة كيلوجرامات فى سنة كاملة .. وأخيرا بقيت رشيق زى العيال الرشيقة دى..



قطع كلامه فجأة وقال وهو يرفع حاجبا ويخفض الآخر ويشير بيده فى تهديد :
إذا لم تسحب اسرائيل قواتها من الأراضى الفلسطينية , فسوف نسحب نحن الأراضى الفلسطينية من تحتهم .
اقتراح وجيه من أستاذ العربى بتاعنا أيام ثانوى


اكتشافى إن 60 % من البنات اللى بيكلموا ولاد... بيكلموهم عشان الجواز ... وأول ما بيلاقوا فرصة بنسمع كلام غريب , محسسينا إنهم كانوا أمل بالنسبة لينا ..
يعنى الطبيعى إن لما واحدة تعجبك .. تعرض انت عليها الارتباط..
تقلك لا ..آسفة.. وأول ماتعرف إنك خلاص معنتش بتفكر فيها يجيلها اكتئاب ..


اعتقادى ان البلد خلاص مفيش أمل تتصلح .. وانى طول الوقت بنكد على نفس أهلى .. وبآكل فى نفسيتى من غير مبرر يذكر..
المشكلة إن وزنى بدأ يزيد.. لإنى كل ما بفكر فى كدة أروح آكل بطاطس مقلية..
البلد ماعادش نافع فيها اصلاح.. عاوزة كلنا نخرج منها ونهدها .. ونبنيها من الأول على نضافة وبعدين نرجع تانى..
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه.. دماغى يا عالم ..
حسن ... لا داعى للتفكير وارهاق الذهن.. فالبطاطس بالكاتشب هى خير علاج لدماغى ..وللبلد كمان .. ويلا بقى .. اياكش تولع ..


اعتقادى بأن ماحدث من ضرب للمتظاهرين والإهانة المتكررة لطلاب الجامعات المصرية المحترمين.. لا يفسر إلا بأن الوطن العزيز قد أصبح بين يدى مجموعة كبيرة من السفلة ...


كونى مسئولا عن التبادل الطلابى والطلبة الأجانب فى الكلية لشهر كامل هذا العام .. أضاف لى خبرات هائلة بالفعل .. وجعلنى أكره البلد كرها رهيبا ..
وأقرف حتى من المطاعم اللى كنت بعتبرها كويسة قبل الحكاية دى ..
لم أكن أعتقد إنه هييجى الزمن اللى أقرف أشرب فيه ميه من الكولديرات اللى فى الشارع..
ده غير إنى عرفت الفرق بيننا وبينهم فى المعاملات وخلافه..
عشت فى دنيا تانية تماما لمدة شهر.. دنيا من النضافة الغربية رغم إننا لسه فى مصر..
بس الحمد لله خفيت ورجعت لطبيعتى تانى ..
وأنتم عارفين إن ديل ......عمره ما ..... " بلاش أكمل "..


انتهاء العام بحادث دموى بتاع جامعة الازهر...
ولا تعليق .. عشان البلد مش ناقصة شتيمة ..
دى بلدنا برضه..


معرفتى بالعديد من الأشخاص الجيدين والسيئين على حد سواء .. لكن ما أثر في بشكل خاص كانت مجموعة من الصداقات الجديدة , ومنها ::

دخولى الكبير إلى "المنظمة الدولية لإتحاد البوبات" .. وهم مجموعة من الأوغاد الأعزاء الذين أمضيت معهم أجمل لحظات هذا العام .. وعرفت معهم أن الصداقة تزيل بالفعل مرارة ما تفعله بنا الحوادث التى تدمى قلوبنا .. كل واحد فيهم مسمى نفسه " بوب " ويتزعمهم جناب "البوب الكبير".. وبالطبع أصبحت " بوب " منذ انضمامى الرسمى للشلة .. بموافقة أغلبية الأعضاء..


اكتشافى أن الصديق الجيد من الممكن أن يخفف آلام وأحزان ما يواجه المرء من مشكلات ومصاعب..
و السبب فى ذلك معرفتى بصديقة عزيزة ,كان لها أكبر الأثر فى تجاوزى للعديد من أحزانى التى سببها لى الاكتئاب الذى مررت به عقب نهاية الامتحانات السابقة...
ساعدتنى كثيرا حتى أمرر كل مشكلاتى بهدوء وسلاسل " باللام مش بالتاء المربوطة"..
ولذلك أدعو الله أن يوفقها فى حياتها مع من تحب...


تعرفى بأحد العباقرة فى الكتابة والبرمجة.. والذى أدين له بالفضل فى كتابة هذه المدونة .. ودخولى عالم التدوين .. أضف إلى هذا تغيير تفكيرى بنسبة كبيرة .. بل ربما إعادة تأهيل حياتى من جديد..


اكتشافى مجموعة من الأصدقاء والصديقات الرائعين .. الذين تعرفت بهم فى جمعية زاد للتنمية البشرية..
هؤلاء الأعزاء أشعر بينهم بالتضاؤل بسبب خبراتهم المذهلة وتعاونهم الجميل ومعاملتهم الرائعة لى ...
تعلمت منهم الكثير حقا .. وأدين لهم بالأكثر .. فقد بذلوا معى مجهودا كبيرا فى تعليمى أشياء جديدة .. وفى صبرهم على شخص مثلى..
أيضا كان لدبلومة الادارة التى قام بها .. العزيز محمود بركة .. تأثيرا كبيرا فى تفكيرى .. وفى اكتشافى لعوالم جديدة من المعرفة.. شرح مؤثر بالفعل وتطبيق ممتع ولا شك..

كل من هؤلاء الأشخاص وعديد غيرهم ..حاولوا بأقصى ما يستطيعون ليصنعوا منى شخصا أفضل ويحيلوا حياتى إلى جنة.. لهم منى كل التحية والتقدير على ذلك..

مجهودكم جبار .. يذكر ليشكر ..



اكتشافى ان العيد الكبير السنة دى قريب قوى قوى من نهاية العام السعيد وعشان كدة بهنيكم ..

عيد كبير ...
خرفان كتير...
وهابى نيو يير ...
وحاجات حلوة وطراطير ....
وجاتوه وفطير ......
والاهلى خطير .....
والريس لسه قدامه كتييييييير


وكل سنة و انتم طيبين



Monday, December 3, 2007

رحم الله مولانا الأمير

رحم الله مولانا السلطان !! من منكم قتله ؟؟

قالها نائب السلطنة وهو يترحم على قطز .. وهو يكاد ينفجر بسبب بيبرس الذى قتله..

رد بيبرس " أنا أيها الخوند ... "

فقال وهو يبكته " اذن تعال واجلس مكانه .. "



خرجت من الروند بعد ظهر الأمس ... عرفت أن أحدهم قد انقطع رزقه من الحياة...

كثير من الناس فعلوا مثله ... لكن هذا الشخص يختلف...

هو والد أحد أعز أصدقائى ... شادى محمد عثمان ...

شهرته فى بلده ... دكتور عطيه..

صراع طويل ومرير مع المرض .. إن ثمانى سنوات لمحاولة إصلاح عضلة القلب .. لهو وقت طويل حقا من العناء المذهل ...

طبيب حميات ... بارع إلى حد رهيب... كاااان ...

مرض الرجل منذ زمن طويل كما قلت ... ولم تسع الحكومة ذات المجهود الجبار ... والأيدى العديدة علينا .. أن تعالجه...

لمجرد أن ابنه يريد احضار الدواء المقرر له فى العلاج من الأطباء... كان يواجه بسلسلة طويلة من البيروقراطية ..

ابتداءا من الموظف الممتنع عن العمل بسبب كره رئيسه له , أو بسبب زحمة المواصلات , وانتهاءا بالسيدة التى أتت للعمل بعد شجار عنيف مع زوجها , أو التى تعتقد أن أى شيئ فى العالم من الممكن أن ينتظر...

نموذج مثل هذا الرجل ... هو أمير قلوبنا ...

بالفعل لم يكن يستحق هذه المعاملة , وأيضا لا يستحق أمثاله ما يحدث لهم فيما بعد..

عناء رهيب فى الحصول على ما يستحق من الدواء ... بل أقل مما يستحق..

قال لى شادى ذات مرة::

انت عارف كشف بابا بكام؟؟

قلتله أكيد معدى التلاتين – فالرجل بارع بحق وخبير إلى حد مذهل-

قال :: تمانية جنيه , ومن سنة واحدة كان بخمسة جنيه بس

قلت :: ازاى يابنى كدة ؟؟

قال :: والله حقيقى... وكمان هو خلاه تمانية جنيه تحت ضغوط خارجية , وبسبب ضغطنا الشديد عليه , وفى النهاية لم يقبل أن يرفعه لأكثر من تمانية جنيه

ماذا اقول ؟؟

انه حقا أمير ... لا يتعامل بمنطقنا الفاسد فيما يتعلق بالمال ...

كانت حجته فى ذلك :: إن الناس غلابة .. كفاية عليهم أعبائهم الأخرى ..

إنه يدافع عمن قتلوه .. نحن الشعب .. نقتل من يحبنا .. بسكوتنا على هذا الوضع المأسوى والمتردى الذى وصلنا اليه الآن ..

بل إن أغلب هذا الشعب الأحمق يدعم نظرية أن الذى يحكمنا الآن أحسن ممن سيأتى لأن من سيأتى سيكون جوعان وهينهب البلد أكتر .. لذلك تفتق ذهن الحمقى العباقرة على الرضا بالإبقاء على القيادات الحالية ... لأنهم شبعوا..

بالفعل نحن نستحق ما يفعله بنا من هؤلاء الأوغاد " الحراميين "...

ذهبت مع أبى ذات يوم إلى الدكتور ممدوح عبدالستار .. مرشح الحزب الناصرى فى الانتخابات التشريعية السابقة ..وقد رسب بكل جدارة وفخر فى الانتخابات" النزيهة " بالطبع... هو طبيب عظام .. عظيم إلى حد بعيد.. كان أبى العزيز يشكو من جزع فى عضلات ساقه ... حكى له أبى عن أننى ارهقته فى الكلية وأننى فاشل وأشياء من هذا القبيل .. فقال لى اشياء كثيرة .. منها ثلاثية ذهبية .. أثرت في حقا..

اولا..

أسهل حاجة فى مصر انك تعمل الحاجة المطلوبة منك ولا تحاول أن تتمرد على الواقع لأنك سوف تفشل . فى مصر من يخرج عن القالب المرسوم له أو عن المألوف يفشل أما فى أوروبا وأمريكا فانه ينجح..

وقال :: منذ سنتين فقط كان يأتينى استدعاء للجيش حتى سن الاربعين , فكنت أذهب بسرعة الى هذه ال 21 يوم وما أحاولش أعمل ناصح , واحد زميلى عمل ناصح وتأخر يومين فتم حبسه 30 يوم + 21 يوم مدة الاستدعاء الأصلية, فحاول أن تؤدى ما يطلب منك فى الوقت المحدد له ثم افعل بعد ذلك ما شئت.

ثانيا ..

حاول أن تذاكر وتنجز ما ورائك , ليس لتكون طبيبا وإنما لكى تنجح , ثم بعد ذلك ستعرف كيف تكون طبيبا ناجحا ولكل شيئ وقته, وليس شرطا أن يكون الطبيب نابغا فى مجاله وإنما هناك أشياء أخرى كثيرة يمكن أن يعلمها للناس, ليس بعلمه الطبى وإنما بعلمه فى أشياء أخرى .. أرجو أن تكون فهمت هذا المغزى ,فقلت " فهمت يا سيدى" .

ثالثا..

أنا رجل اشتراكى, يعنى مؤمن ان العلاج لازم يكون مكانه فى المستشفى مش فى العيادات الخاصة , وأنا لو هقدر ألاقى آكل من شغلى فى المستشفى مش هفتح عيادة .. ولكن قدر الله حدث وفتحت عيادة , فلابد أن أكون رحيما بالناس.. فهؤلاء أنا تعلمت بفلوسهم من الضرائب وساعدت مصر كلها فى تعليمى , فعندما كان أبى يدفع مصاريف الكلية أربعة جنيه لم يكن هذا ثمن تعليمى , وإنما كان مساهمة منه فقط مثل مصر كلها فى ذلك ..

والخلاصة نقطتان..

عندما يأتى لى مريض فى المستشفى ,لا أعامله باحتقار وإنما أعامله جيدا وأشعره أنه أتى إلى المكان الصحيح,لأنه قد دفع فى تعليمى بطريقة أو بأخرى.

والنقطة الأخرى , أننى بعد أن فتحت العيادة وخلاص .. لا أجعل الكشف سبعين أوتمانين جنيه!!! وإنما عشرة جنيه كفاية .. هتكفينى وفى نفس الوقت مش هترهق المريض , مش عشان أنا ابقى غنى أخليه ماياكلش هو وعياله , وبعدين أنا باخد العشرة جنيه فى خمس دقايق , أخويا شغال عامل وبياخدها بعد شغل عضلى خمس أو ست ساعات , فلابد أن أحمد ربنا ولا أرهق الناس .

انتهى كلام هذا المحترم وأعطانى صورة جمال عبدالناصر وقبلتها رغم أننى لا أحبه ..

الدكتور ممدوح على فكرة من أمهر أطباء العظام الحاليين ورغم ذلك كشفه عشرة جنيه بس !!..


المستفاد ::
ان الناس دى قربت تنقرض من حياتنا..



حكى لى شادى ذات مرة إن واحدة ست دخلت العيادة عند والده ودفعت الكشف .. ولما لاحظ والده –عليه رحمة الله – لاحظ فقرها .. فأمر الممرضة أن تعيد اليها قيمة الكشف الزهيدة على الرغم من ذلك .. فلما أخذت المرأة النقود , أصرت أن تدخل مرة أخرى وقالت له ::

خد ياخويا الفوس أهى .. بس اكشف بقى كويس المرة دى..

ليس المقام هنا مقام ضحك وإننى لأعتذر عن ذلك .. ولكن هو قدره حتى أن يقابل الناس احسانه بإساءة..

على الرغم من وفاته صباح أول أمس بعد صلاته لفجر الأحد مباشرة , إلا أنه سيبقى فى قلبى كرمز من رموز الشخصية المصرية الطيبة حقا.. هذا على الرغم من أننى لم أشرف بلقائه قبل ذلك... وياللأسف ..

هل قتله اهمال حكومتنا فى توفير رعاية صحية يستحقها .. أم سكوتنا على أوضاع ساءت ووصلت إلى مرحلة اللاعودة.. أم هو قدره العنيد الذى قتله..

على الرغم من ذلك سيبقى هو أميرا للقلوب فى بلدته .. وأميرا لقلبى أولا لعمله العظيم , وثانيا لأنه أنجب وربى أحد أفضل من قابلتهم فى حياتى.. شادى .. صديقى العزيز..



لذلك أدعو له من كل قلبى, الذى يرثى له أشد الرثاء..

رحم الله مولانا الأمير ..

ولكن .. من منكم قتله؟؟